الرئيسية تطور الرأسمالية ونتائجه – الجزء الاول

تطور الرأسمالية ونتائجه – الجزء الاول





مقدمة:
عرفت اوربا و أمريكا الشمالية خلال القرن 19 ميلادية مجموعة من التحولات الاقتصادية ساهمت في تطور الرأسمالية، من رأسمالية صناعية الى أخرى مالية. وقد خلف هذا التطور مجموعة من النتائج على عدة مستويات اقتصادية، سياسية، وفكرية.

1.شاهد القرن 19 تطور النظام الرأسمالي من رأسمالية صناعية الى رأسمالية مالية.
1.1.شهد القطاعان الصناعي و الفلاحي تطورا في البلدان الاروبية.
أ. القطاع الصناعي
 ساهمت مجموعة من العوامل في تطور القطاع الصناعي منها:
- توفر مصادر الطاقة وتطور انتاجهما (البترول و الفحم).
- الرغبة المتزايدة في تطوير الإنتاج كما و نوعا وجودته
- استمرارية ظهور الاختراعات التقنية وتعميمها كالألة البخارية والمحركات الكهربائية ومحركات الديازيل.
- مد الطرق، خصوصا السكك الحديدية وتوفر وسائل النقل.
ساهمت هذه العوامل وأخرى في:
- ابتكار فروع جديدة لصناعة، كالصناعة الميكانيكية التي أصبحت معها الآلات تسوق كباقي المنتوجات الصناعية، الى جانبها صناعة الفولاذ التي عرفت تطورا خلال الثلث الأخير من القرن 19. وارتبط هذا التطور بظهور طريقتان( مارتان و توماس) لصهر الصلب و معالجة المعادن حتى أصبحت هذه الفترة تسمى بعصر الفولاذ.
- ارتفاع كمية الإنتاج الصناعي و تحسن جودته.
- ارتفاع أرباح المؤسسات الصناعية وتوجههما نحو التمركز( التركيز الرأسمالي حيث ظهرت مصانع كبرى، كمصانع صهر الصلب).
وهكذا أصبحت الصناعة الثقيلة اقوى الأنشطة الصناعية.
ب. القطاع الفلاحي:
 الى حدود منتصف القرن 19 الميلادي كان الإنتاج الفلاحي موجها للاستهلاك العائلي (نشاط معاشي)، غير ان التحولات التي شهدها هذا القرن ساهمت في تغير نمط الإنتاج من معاشي الى رأسمالي (نشاط تسوقي). ومن العوامل التي ساهمت في ذلك هي:
- تطور وسائل الموصلات التي جعلت الأرياف تخرج من عزلتها وترتبط بالأسواق المحلية و الدولية.
- تحديث التقنيات و الأساليب وتعميمها (ادخال الالة و ادخال أسلوب التناوب الزراعي و استعمال الأسمدة.....)
- الاهتمام بالبحث العلمي
- التزايد السكاني
- ظهور التخصص في منتوج معين وبالتالي توسيع المستغلات بظهور المستغلات الكبرى.
أدت هذه العوامل الى الرفع من الإنتاج الفلاحي حيث ان بعض الدول تخصصت في منتوج معين مثل كندا وروسيا (القمح) الارجنتين واستراليا (الصوف) .....واتسعت بذلك المبادلات التجارية.
وقد خلف هذا التطور تقلص فرص الشغل حيث أصبحت اليد العاملة الريفية تتوجه نحو المدن.


1.2. عرفت الموصلات والمبادلات  التجارية نموا كبيرا.
أ. قطاع الموصلات:
 امام التطور الذي عرفه القطاعان الفلاحي و الصناعي، كان ضروريا ان يشهد قطاع الموصلات نموا مماثلا، وقد تمثل ذلك في:
- تطور الموصلات البرية:
 مد السكك الحديدية لتعم إنكلترا ودول اوربية أخرى كبلجيكا وألمانيا و فرنسا، ودول غير اوربية كالولايات المتحدة الامريكية. الى جانب السكك الحديدية شاهد هذا القرن ظهور أنواع جديدة من الموصلات البرية كالسيارات و الشاحنات و الدراجات النارية.
- تطور الموصلات النهرية والبحرية:
 شهد هذا القرن تطور وسائل المواصلات البحرية و النهرية بتطور السفن البخارية التي تميزت عن السفن الشراعية بارتفاع حملاتها وسرعتها ومتانتها (استعمال الفولاذ في صناعتها). كما شهدت الموانئ توسعا وتزايدا في عددها (من لندن ونيويورك) الى جانب ذلك شاهد هذا القرن ظاهرة الربط بين البحار، وذلك بحفر القنوات (قناة السويس). وهكذا قد ساهم هذا التطور في ظهور شركات ملاحية كبرى.
- تطور وسائل الاتصال:
شهد هذا القرن ظهور وسائل الاتصال كالتليغراف و الهاتف ووكالات الانباء و الصحف. وقد لعبت هذه الوسائل دورا في نشر المعلومات والربط  بين المستثمرين.
ب. المبادلات التجارية:
 بفضل تطور وسائل الموصلات اتسعت المبادلات التجارية، حيث تمكنت المصانع من تصريف منتوجاتها وتوفير ما تحتاجه من المواد الأولية. وقد ساهم هذا التوسع في خلق سوق عالمية حرة وموحدة، خصوصا بعد إقرار مبدأ التبادل الحر، كما ظهرت البورصات التي تساهم في تعزيز الرواج التجاري، الى ان حدة المنافسة أرغمت بعض الدول الى نهج السياسة الحمائية على المواد دون اليد العاملة ورؤوس الأموال.
.3.1 ساهمت الابناك في تطور القطاعات الاقتصادية:
عرف النشاط المصرفي تطورا جذريا، فبعد ان كان مقتصرا على الابناك العائلية المحدودة الفعالية الى حدود القرن 17، نمى ليصبح عبارة عن شركات مجهولة الاسم خلال القرن 19 لها قوانين منظمة في إنجلترا و فرنسا و المانيا. وقد ساهمت هذه المؤسسات البنكية في انعاش القطاعات الاقتصادية عن طريق الابداع و تقديم القروض و توظيف رؤوس أموالها في المجالات الاقتصادية (الصناعة، الفلاحة، التجارة....). وقد صاحب هذا ارتفاع كمية الذهب باكتشاف المناجم 
الجديدة في كاليفورنيا و استراليا, بالإضافة الى اصدار الأوراق النقدية و اصدار الشيكات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.