الرئيسية الضغوط الاستعمارية على المغرب خلال القرن التاسع عشر ومحاولات الإصلاح – الجزء الاول

الضغوط الاستعمارية على المغرب خلال القرن التاسع عشر ومحاولات الإصلاح – الجزء الاول





مقدمة:
تعرض المغرب في القرن التاسع عشر لضغوط الدول الاستعمارية، فاتخذت أحيانا صبغة عسكرية وتارة أخرى إجراءات دبلوماسية واقتصادية استهدفت انتزاع أجزاء ترابية والتقليل من مكانة المخزن وسلطته وغزو سوقه الداخلية وانتزاع أجزاء من ترابه. ومع ذلك فقد حفزت تلك الضغوط جهاز المخزن الذي اقتنع بضرورة الشروع في محاولات إصلاحية لتحديث البنيات العسكرية والاقتصادية والإدارية العتيقة، تفاديا للسقوط تحت الهيمنة الأجنبية.

1.الضغوط العسكرية والاقتصادية:
.1.1.تعرض المغرب لضغوط عسكرية فرنسية و اسبانية
ا.خلف انهزام المغرب في معركة اسلي نتائج وخيمة

أسباب اندلاع الحرب:
+ فرض فرنسا حمايتها المباشرة على الجزائر مما شكل خطرا يهدد المغرب، خصوصا في حدوده الشرقية.
+ الامدادات التي كان يقدمها السلطان مولاي عبد الرحمان (1822-1859) للامير عبد القادر بحكم علاقات الدين و الجوار، مما دفع فرنسا الى شن هجومات بحرية على طنجة و الصويرة، المصدرين الاساسين لمداخيل المغرب الجمركية في 6 و11 غشت 1844.
واندلعت الحرب في 14 غشت 1844 بواد اسلي، وانتهت بتوقيع معاهدة صلح في نفس السنة تحت اشراف إنجلترا.
أسباب انهزام المغرب في هذه الموقعة:
+ فقدان الجيش المغربي للروح القتالية، واهتمامه بمظاهر البدخ وجمع الأموال.
+ التفوق العسكري الفرنسي من جانب العدة والتكتيك الحربي.
نتائج الحرب:
+ ابانت هذه الحرب عن الضعف العسكري للمغرب
+ ابرام معاهدة لالة مغنية التي اقرت الحدود بين الطرفين (حدود متفق عليها وهي حدود رسمية تمتد من البحر الأبيض المتوسط الى ثنية الساسي، وحدود بقيت مفتوحة بين الطرفين في الصحراء الكبرى)، ومن هنا فقد اتخذت هذا الاتفاقية عدت ابعاد تتمثل في كونها احدى الوسائل التي استغلتها فرنسا لتمهيد احتلالها للمغرب.
ب. الحق الاسبانيون بالمغرب هزيمة ثانية في تطوان.
أسباب الحرب:
+ رغبة اسبانيا في توسيع نطاق نفوذ لكل من سبتة ومليلية
+ استفزاز اسبانيا لقبيلة انجرة ببناء سور خارج سبتة، دفع سكان القرية المذكورة الى تهديمه (1859)
وهكذا أعلنت اسبانيا حصارها لمدينة تطوان تم احتلالها بعد هزيمة الجيش المغربي في 6 فبراير 1860.
نتائج الحرب:
استغلت اسبانيا انتصارها وتفوقها لتفرض على المغرب مقابل التنازل عن تطوان معاهدة فرضت من خلالها مجموعة من الشروط (16 ابريل 1860) منها:
+ الموافقة على منحها اقتطاعات ترابية على حساب المناطق المحاذية لسبة و مليليه وبالجهة الجنوبية الساحلية.
+ دفع المغرب لغرامة مالية قدرها 20 مليون ريال.
+ الاعتراف بالبعثات التبشيرية الاسبانية
+ السماح لإسبانيا وانجلترا بتعين موظفين لها بجانب الأمناء لسحب 75 بالمائة من مداخيل المخزن الجمركية (50 بالمائة لإسبانيا و 25 بالمائة لإنجلترا)
1.2.تعرض المغرب لضغوط اقتصادية أدت الى تفاقم الأوضاع الداخلية و انفتاح المغرب على الأسواق العالمية.
اثار احتكار المخزن للتجارة الخارجية ردود فعل اوربية قوية دفعت بانجلترا الى التدخل بلسان ممثليها بالمغرب جون دراموند هايل اقناع السلطان عبد الرحمان بالتنحي عن هذه السياسة.
مظاهر احتكار المخزن للتجارة الخارجية:
+ تحديد قيمة الضرائب الجمركية
+ حركة اغلاق وفتح الموانئ
+ منح الرخص (الكونطردة للمغاربة و الأجانب لتصدير او استيراد منتوج معين يحدده المخزن)
 وسائل الاقناع:
اتبع دراموند هاي مختلف الوسائل تتمثل في:
+ عقلية (الرفع من المبادلات التجارية سيسمح بارتفاع مداخيل الدولة)
+ ودية (ستار الصداقة بين البلدين)
+ تهديدية (التهديد باحتلال الريف)
بعد مفاوضات عسيرة ردخ المغرب لرغبات إنجلترا ووقع مها على اتفاقية تجارية سنة 1865 تضمنت مجموعة من الامتيازات منها:
+ حرية التنقل داخل الترابي المغربي (الموانئ او المدن الساحلية)
+ حرية تملك الأراضي والمتاجر وغيرها
+ ضمان حماية أرواح وممتلكات الأجانب
+ تخفيض الرسوم الجمركية الى 10 بالمائة على الواردات
+ عدم خضوع الأجانب لحكومة المخزن وقضائه
+ لا يحق للمخزن ان يفرض الضرائب على الأجانب
+ اعطاء للإنجليز المتواجدين في المغرب حق حماية رعايا مغاربة
وقد تمتع المحميون بنفس الحقوق التي يتمتع بها الأجانب داخل التراب المغربي. وكان لهذا الامتياز عدة ابعاد أهمها ضرب للسيادة المغربية واداة لتفكيك بنية المجتمع المغربي ووسيلة لنشر النفوذ الأجنبي، خصوصا في مناطق كانت ممنوعة على الأجانب.
وقد شملت هذه الحماية الى جانب اليهود عامة الناس وخاصتهم موظفي الدولة و الوزراء ( وزير الحربية المنبهي). وقد تزايدت خطورة هذه الامتيازات عندما عممت على كل الأجانب الاوربين انطلاقا من بنود الاتفاقيات التي ارغم المغرب على توقيعها مع دول اوربية أخرى كاسبانيا (1861) وفرنسا (1863).
كما ساهمت هذه الضغوط الاقتصادية و العسكرية في:
+ ارتفاع حجم المبادلات التجارية بين المغرب و اوربا.
+ تزايد عدد التجار الأجانب، وبالتالي تزايد عدد المحمين.
+ تدهور أوضاع السكان الاقتصادية والاجتماعية بسبب ارتفاع أسعار المنتوجات الغذائية، خصوصا خلال سنوات الجفاف.
+ تعدد الضرائب وارتفاع قيمتها، وتحول العينية منها الى نقدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.