الرئيسية المد الاستعماري في المشرق العربي وشمال افريقيا – الجزء الثاني

المد الاستعماري في المشرق العربي وشمال افريقيا – الجزء الثاني



المد الاستعماري في المشرق العربي وشمال افريقيا – الجزء الثاني
2. المد الاستعماري في شمال افريقيا
2.1.استغلت فرنسا ضعف أوضاع الجزائر لتفرض سيطرتها السياسية مما ساهم في اندلاع مقاومة عنيفة
أ.ساهمت مجموعة من الظروف في تمهيد الطريق نحو فرض السيطرة السياسية الفرنسية على الجزائر
: العوامل المساعدة
+ ضعف السلطة المركزية حيث ان الجزائر كانت محل نزاع بين الدايات الاتراك وولاتهم (تحكموا سدس البلاد)، والقوى المحلية من قبائل وزوايا (المناطق الجبلية والصحراوية).
+ استياء السكان من الحكم الاقطاعي العسكري السائد، ومن ثقل الضرائب و الشطط في استغلال السلطة.
+ تدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب تراجع عائدات الجهاد البحري (مقررات مؤتمر فيينا واكس لاشابيل الداعية الى القضاء على القرصنة الجزائرية، وتراجع عائدات التجارة الصحراوية مما ساهم في تراجع مداخيل الدولة. وهذا ما جعل الدايات يقومون بفرض المزيد من الضرائب والسماح للتجار الأجانب اليهود و الاتراك بتصدير المواد الأساسية مما زاد في تأزم الأوضاع الداخلية.
دوافع التغلغل الفرنسي:
+ رغبة شارل العاشر في التخفيف من استياء الرأي العام الفرنسي تجاه سياسته المتطرفة لتحقيق نصر خارجي.
+ تصدير فائض الإنتاج وتوفير المواد الأولية.
+ القضاء على القرصنة وتجارة الرقيق.
+ الثأر لشرف فرنسا بعد حادثة المروحة المفتعلة.
ب. تمكنت فرنسا من فرض سيطرتها على الجزائر على الرغم من المقاومة العنيفة التي واجهتها
استطاعت فرنسا فرض سيطرتها على الجزائر عبر مراحل ( من 1830 الى 1914)، وقد واجهت خلال هذه المراحل مقاومة عنيفة كانت أهمها مقاومة الأمير عبد القادر التي اتخذت بعدا و طنيا و لقيت مساندة محلية ومساندة مغربية. وقد اضطرت فرنسا اما هذا الدعم الاعتراف له بحكم الجهة الغربية كمرحلة أولى ثم القضاء عليه بفضل التكتيك الذي نهجه الجنيرال بوجو ( الطوابر المتحركة و سياسة الأرض المحترقة) والهزيمة التي لحقت المغرب في معركة اسلي.
مظاهر الاستغلال:
 احكمت فرنسا سيطرتها على الجزائر بفضل سلسلة من القوانين و الإجراءات التي مهدت لستغلال المنطقة اقتصاديا واجتماعيا، وتتجلى مظاهر ذلك في:
+ نهج فرنسا لسياسة ادماج الجزائر ضمن الامة الفرنسية (اعتبار الجزائر كمقاطعة فرنسية)
+ السيطرة على اجود الأراضي الفلاحية بمختلف الطرق
+ تشجيع الفرنسين على الاستيطان في الجزائر من خلال منحهم مجموعة من الامتيازات على حساب السكان المحليين.
وهكذا ارتبطت الجزائر سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا بفرنسا مما مهد لها الطريق لاحتلال باقي مناطق شمال افريقيا (تونس والمغرب)

2.2. تعرضت تونس لضغوطات مختلفة انتهت بفرض الحماية الفرنسية عليها
عاشت تونس عند مطلع القرن 19 نفس الأوضاع الداخلية التي عاشتها الجزائر سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي مما شجع الاوربيين على فرض ضغوطاتهم عليها.
فقد ازدادت حدة هذه الضغوطات منذ اعلان الباي احمد عن سياسته الإصلاحية التي تاثر فيها بمحمد علي (اصلاح عسكري وجبائي )، وقد تبن ذلك من خلال:
+ اعلان الباي احمد (1859-1855) عن عهد الأمان بناءا على الاقتراحات الإصلاحية التي تقدمت بها فرنسا مستغلة الحكم بالاعدام على احد اليهود. وقد منح هذا العهد مجموعة من الحقوق و الامنتيازات للأجانب واليهود.
+ اصدار محمد الصادق لأول دستور تونسي في 26 ابريل 1861 والذي منح مزيدا من الحريات والامتيازات للأجانب.
وقد ترتب عن هذ الإصلاحات بعض النتائج السلبية وبالتالي فرض المزيد من الضغوطات الاستعمارية على تونس:
+ ارتباط تونس بالسوق العالمية
+ ارتفاع  مديونية تونس مما ساهم في تدهور الوضع المالي، مما اضطر الباي الى رفع ضريبة المجبى، والدخول في دوامة الاستدانة من الابناك الاوربية، كما اضطرت الدول المدينة لتعين لجنة المراقبة المالية للدولة.
+ تدهور الأوضاع الاقتصادية للسكان مما ترتب عنه ظهور انتفاضات شعبية أهمها انتفاضة علي بن غذاهم 1864، اضطر الباي الى اخمادها بالقوة مخافة من تدخل عسكري اجنبي.
وقد حاول الباي تجنب الانهيار التام لدولته بتعين خير الدين وزيرا أولا سنة 1873، غير ان توجيهات هذا الوزير الإصلاحية اتارت ضده الباي علاة على الدول الاوربية، فتم عزله سنة 1877.
واستغلت الدول الامبريالية تفاقم الأوضاع لتقرر مصير تونس على هامش مؤتمر برلين 1878 الذي اعطى الصلاحية لفرنسا لفرض حمايتها عليها. وهكذا استطاعت هذه الأخيرة رغم معارضة إيطالية التدخل عسكريا في تونس في 30 مارس 1881 وارغام الباي على توقيع معاهدتين، الأولى معاهدة باردو التي فرضت الحماية على تونس في 12 ماي 1882، والثانية معاهدة المرسى التي فرضت السيطرة المباشرة على تونس في 8 يونيو 1883.
2.3. استولت إيطاليا على ليبيا بعد مقاومة عنيفة قادها السنوسي
انظمت إيطاليا بعد تحقيق وحدتها 1861 الى صفوف الدول الامبريالية، فوجهت اهتمامها نحو ليبيا بعد ان فقدت فرصتها لكسب مزيدا من الامتيازات في تونس. و هكذا فقد عملت إيطاليا على تنفيذ مخططها الاستعماري على مراحل:
+ تعزيز تواجدها الاقتصادي بالمنطقة في إقامة عدة مشاريع لربط ليبيا بالسوق الإيطالية.
+ تحسين علاقتها مع السكان عن طريق فتح المدارس الحديثة و انشاء المستشفيات.
+ توقيع صفقات استعمارية مع بريطانية على حساب مصر (1887)، و مع فرنسا على حساب المغرب (1902)، لتنفرد باحتلال ليبيا.
+ التدخل في المدن الساحلية سنة 1911
وقد واجهت إيطاليا مقاومة عنيفة بقيادة الحركة السنوسية المدعمة من العثمانين، الشيء الذي ارغمها على الرفع من قوتها العسكرية بالمنطقة، ونقل الحرب الى جهات أخرى من حوض البحر المتوسط لتهديد النفوذ العثماني.
وخوفا من انتقال الحرب الى البلقان، ضغطت بريطانيا و فرنسا و روسيا على الدولة العثمانية لكي تعترف لإيطاليا 
لاحتلال ليبيا (معاهدة اوشي 18 نونبر 1911).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.