الرئيسية نتائج الحرب العالمية الأولى

نتائج الحرب العالمية الأولى



3. نتائج الحرب العالمية الأولى
3.1. اثرت الحرب على الوضع الديمغرافي والاقتصادي والاجتماعي لدول اوربا
+ الوضع الديمغرافي:
خلفت الحرب العالمية الأولى عدة خسائر بشرية من قتلى (10 مليون قتيل) وضحايا سوء التغذية والمجاعة والاوبئة (5 مليون نسمة) وجرحى ومعطوبين (20 مليون)، وقد تكبدت اوربا لوحدها 95 بالمائة من هذه الخسائر مما ساهم في ارتفاع نسبة الشيوخ والانات وتراجع نسبة الولادات والذكور من الساكنة النشيطة وبالتالي تراجع نسبة الزيادة الطبيعية.
 الوضع الاقتصادي


أدت الحرب الى عدة خسائر مادية تمثلت مظاهرها فيتراجع الإنتاج الفلاحي بنسبة 20 بالمائة والإنتاج الصناعي  بنسبة 30 بالمائة، وهذا ما دفع بالدول الاوربية الى استنزاف مستعمراتها، مما ساهم في تصاعد موجة المقاومة وتحول دول اوربا من دول دائنة قبل الحرب الى دول مدينة بعدها، وفي مقابل تراجع الأهمية الاقتصادية في دول اوربا على الصعيد العالمي، تزايدت أهمية دول أخرى خارج اوربا كالولايات المتحدة الامريكية و اليابان.
+ الوضع الاجتماعي:
تغيرت وضعية المرأة بحلولها محل الرجل في عدد من الأنشطة الاقتصادية، وهذا ما زاد من أهميتها الاقتصادية وشجعها على الاهتمام بوضعيتها السياسية.
ومن النتائج الاجتماعية للحرب أيضا ظهور فيئة من اغنياء الحرب، كالممونين والوسطاء الذين استفادوا من ظروف الحرب لتكديس الثروات، بينما أدى التضخم النقدي الى تفقير ذو المداخيل القارة و الفئات الوسطى من المجتمع.
3.2. عكست قرارات مؤتمر السلام مصالح الدول الاوربية الكبرى المنتصرة في الحرب
+ ابان مؤتمر السلام المنعقد في قصر فرساي بباريس 1919 عن المواقف المتناقضة لدول المنتصرة في الحرب، فقد أصرت فرنسا على فرض شروط قاسية على المانيا لإضعاف قوتها الاقتصادية و العسكرية، الامر الذي رفضته إنجلترا معتبرة ذلك اخلال لشروط التوازن الدولي.
اما إيطاليا فقد طلبت بمستعمرات لها في تركيا تبعا للوعود التي قدمت لها من الحلفاء، وقد وجه هذا الطلب بالرفض.
ورغم تضارب مواقف الدول الاوربية، فقد انتهى مؤتمر السلام بعقد معاهدة فرساي التي فرضت شروط قاسية على المانيا. وقد تلي هذه معاهدات أخرى مع الدول المنهزمة.
وكان من ابرز نتائج الحرب السياسية، سقوط النظام القيصري في روسيا ونهاية الرايخ الثاني في المانيا و الإمبراطورية النمسوية -الهنغارية. علاوة على إعادة المعاهدات رسم الخريطة السياسية لاوربا، فظهرت دول جديدة وتوسعت دول قديمة. غير ان هذه المعاهدات لم تلبث ان كشفت عن عيوبها، اذ بلقنت اوربا الوسطى و الشرقية لتتركها عرضة لاطماع الدول العظمى.  كما اهملت الأقليات القومية الألمانية و المشاكل الاقتصادية العميقة المترتبة عن الحرب.
ولم تسلم عصبة الأمم بدورها من بعض النقائض التي اثرت بشكل سلبي في التطور اللاحق للعلاقات الدولية. اذ صوت الكونكريس الأمريكي ضد انضمام الولايات المتحدة الى العصبة، ورفضت الدول العظمى المنتصرة في الحرب مشاركة روسيا وألمانيا فيها. وهكذا بسطت إنجلترا وفرنسا هيمنتها على العصبة، وقررتا تسخيرها أداة اطماعهما الاستعمارية، فرفضتا حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها، لاستغلالها في تحقيق مصالحها الضيقة.
خاتمة:
أحدثت الحرب العالمية الأولى مجموعة من التحولات الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية داخل اوربا وخارجها، وتمثل ذلك في قيام النظام الاشتراكي بروسيا وتغير الخريطة السياسية لاوربا وظهور قوى جديدة تزعمت اقتصاد العالم كالولايات المتحدة الامريكية.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.