الرئيسية تطور الرأسمالية ونتائجه – الجزء الثاني

تطور الرأسمالية ونتائجه – الجزء الثاني






تطور الرأسمالية ونتائجه – الجزء الثاني

    2.نتائج تطور الرأسمالية خلال القرن التاسع عشر
2.1.ساهم التطور الرأسمالي في ظهور الرأسمالية المالية خلال القرن التاسع عشر.
أ. نمو ظاهرة التركيز الرأسمالي:
+ يقوم التنظيم الرأسمالي على مجموعة من الأسس منها:ّ

-الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج
- المنافسة الحرة و المبادرة الفردية
- اعتبار الربح المحرك الأساسي لعملية الإنتاج.
- عدم تدخل الدولة في توجيه الاقتصاد ماعد في فترة الازمات الاقتصادية.
+ تضافر عدة عوامل الني أدت الى نمو ظاهرة التركيز منها:
-المنافسة الحرة التي دفعت بالمؤسسات الاقتصادية الى توسيع نشاطها ومجال هيمنتها، وذلك بمحاولة السيطرة على وسائل الإنتاج.
- ارتفاع أرباح المؤسسات الاقتصادية، خصوصا المؤسسات الكبرى.
+ وقد ساعت المؤسسات الكبرى الى اتباع طرق لضم المؤسسات الصغرى و المتوسطة منها تخفيض أسعار المنتوجات و محاولة شراء هذه المؤسسات بأثمان خيالية.
واتخذ التركيز الرأسمالي شكلين. تركيز افقي و اخر عمودي.
+ وقد أدى التركيز الرأسمالي الى ظهور الرأسمالية الاحتكارية، حيث ظهرت مؤسسات قوية منها التروستات، الكارتيلات، شركات التملك (الهولدنغ)....
+ ظهور الشركات يعد مظهرا من مظاهر تطور الرأسمالية من رأسمالية صناعية الى رأسمالية مالية.
ب. أدى التوسع الاقتصادي الى تعاقب عدة أزمات.
 الأسباب:
حدوث تضخم في الإنتاج سواء الصناعي او الفلاحي والمبالغة المالية في المضاربات المالية و القروض.
النتائج:
انخفاض أسعار المواد المصنعة وبالتالي تراجع الأنشطة الصناعية والمالية بتأزم الوضعية المالية للمؤسسات الصناعية و المالية. بالإضافة الى انتشار البطالة.
وقد ساهمت الروابط الاقتصادية في انتقال هذه الازمات بين البلدان الرأسمالية. اذ عرفت بريطانيا و الولايات المتحدة الامريكية ازمة مشتركة سنة 1837. كما امتدت ازمة 1857 من الولايات المتحدة الامريكية الى بريطانيا، ثم انتقلت منها الى المانيا والبلدان السكاندينافية والنمسا و إيطاليا و فرنسا.


2.2.خلف التطور الرأسمالي عدة نتائج ديمغرافية و فكرية و اجتماعية.
النتائج الديمغرافية: 
عرفت الدول الراسمالية تزايدا في عدد سكانها نتيجة عدة عوامل منها  التقدم الطبي وتحسن المستوى المعيشي الذين ساهما في انخفاض نسبة الوفيات وارتفاع معدل الولادات.
وقد ساهم هذا التزايد السكاني وارتفاع معدل الهجرة القروية نحو المدن في ارتفاع سكان المدن (نسبة التمدين). وهذه الهجرة لم تقتصر على المدن، بل امتدت نحو بلدان أخرى مما ساهم في تقوية النفوذ الاقتصادي والسياسي بالدول الاوربية.
النتائج الفكرية:
أدى الصراع الطبقي الجديد بين الطبقة البورجوازية وطبقة العمال الى ظهور مذهبين رئيسين، المذهب الاشتراكي و الليبرالي.
المذهب الاشتراكي، ونميز فيه بين تيارين:
+ الاشتراكية الخيالية او المثالية وابرز ممثليها، سان سيمون وشارل فوربي وروبرت اوين، وتتمركز اهم مبادئهم في:
إقامة نظام اجتماعي تسود فيه الملكية العامة و العمل الجماعي وخلق تعايش بين الطبقات بهدف القضاء على الفقر و الاستغلال والجريمة.
+ الاشتراكية العلمية، ورائدها هما كارل ماركس و فريدريك انجلر. وقد ارتكزت على النظرية الماركسية على المادية التاريخية، فاعتبرت ان الاحداث التاريخية لا يحددها عمل الانسان او المؤسسات السياسية، بل شروط الحياة المادية. واعتبرت ان التاريخ ما هو الا صراع مستمر بين الطبقات، وان الثورة الصناعية للقرن التاسع عشر كان من نتائجها التعاظم المستمر لطبقة البروليتاريا. ومن هنا الماركسية الطبقة البروليتارية الى الوعي بذاتها، والى الاتحاد على الصعيد العالمي لإزاحة البورجوازية والرأسمالية، وإقامة المجتمع الاشتراكي.
المذهب الليبرالي الكلاسيكي:
شكل هذا المذهب الإطار الفكري للطبقة البورجوازية. ومن رواده ادم سميث وروبرت  مالتوس ودافيد ريكاردو. وتتلخص مبادئ هذا المذهب في حرية التملك الفردي وحرية ممارسة مختلف الأنشطة الاقتصادية (المبادرة الفردية)، ورفض تدخل الدولة في توجيه الاقتصاد والبحث عن الأسواق والمطالبة بتحديد النسل.
التحولات الاجتماعية:
أدت التحولات الاقتصادية الى تغير البنيات الاجتماعية للمجتمعات الرأسمالية حيث بدأت الطبقات القديمة تختفي تدريجيا لتظهر طبقات جديدة، وهكذا فيمكن التميز بين ثلاث طبقات رئيسية. الطبقة الارستقراطية و الطبقة البورجوازية (الطبقة البورجوازية الكبيرة و المتوسطة و الصغيرة) و الطبقة العاملة (عمال البيوت، العمال المؤهلون و الغير المؤهلين).
ساهم هذا التغير في البنيات الاجتماعية في حدوث صراع طبقي ناتج عن استغلال البورجوازية للطبقة العاملة مما اضطرت هذه الأخيرة الى توحيد صفوفها في اطار جمعيات تطورت في النصف الثاني من القرن 19 الى منظمات نقابية وطنية ودولية، فقادت هذه المنظمات عدة إضرابات نادى من خلالها العمال بمجموعة من المطالب منها:
+ تخفيض ساعات العمل
+ تحديد السن القانونية لتشغيل الأطفال
+ اعتبار العطلة الأسبوعية اجبارية
+ تخصيص فاتح ماي كعيد للشغل
+ الاعتراف بحق تأسيس النقابات وحق الانضمام اليها
+ الاعتراف بحق خوض الإضرابات
+ وضع قوانين للحماية من حوادث الشغل و الامراض وتامين حالات العجز و الشيخوخة.
2.3. تأثرت الأوضاع السياسية في البلدان الرأسمالية و العالم بالتحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي عرفها القرن 19
+ على المستوى الداخلي:
احدث التطور الرأسمالي مجموعة من التحولات على الحياة السياسية للدول الرأسمالية تتمثل في ظهور العمل النقابي الذي استهدف تحسين وضعية العمال وظهور الأحزاب السياسية، سوآءا المؤيدة لطبقة البورجوازية او للطبقة العاملة. وقد مارست هذه المنظمات النقابية و الأحزاب السياسية ضغوطها على الدول لحل المشاكل الاجتماعية، كما ساهمت هذه المنظمات و الأحزاب في التأثير على الحياة السياسية حيث أصبحت تساهم في اصدار القوانين من خلال تمتع افراد المجتمع بمجموعة من الحقوق السياسية، كحق الترشيح للانتخابات و حق التصويت.
+ على المستوى الخارجي:
أدى التطور الاقتصادي الى تزايد اهتمام الدول بالبحث عن الأسواق الخارجية لتصريف فائض الإنتاج وفائض اليد العاملة. وهكذا فقد سعت حكومات الدول التي تنهج سياسة امبريالية استعمارية غلفتها بمجموعة من المبررات القومية و الدينية و الإنسانية والحضارية. وقد أدى التنافس بين الدول الاستعمارية حول مناطق النفوذ الى عقد مجموعة من الاتفاقيات استهدفت تقسيم المستعمرات بين الدول الامبريالية، لكن هذه الاتفاقيات لم تستطيع الحيلولة دون اندلاع الحرب العالمية الأولى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.