2. مراحل الحرب
العالمية الاولى
2.1.فرض الامتداد
الزمني للصراع انتقال المتحاربين من الحرب العسكرية التقليدية الى الحرب العصرية
الشاملة
تميزت مرحلة ما قبل سنة 1917 خصائص أهمها:
+ اعتماد الدول
المتحاربة على حرب الحركة (تنظيم خطط للهجوم) حيث قامت كل من المانيا وفرنسا بوضع
خطط هجومية مبنية على اقتناعهما ان الحرب لن تستمر طويلا، وتبعا للمستجدات فقد
اضطرت الدولتين معا الى تعديل خططهما. فالنسبة لفرنسا فقد اضطرت ان تتحول من دولة
مهاجمة الى مدافعة نظرا للهجوم المباغت الذي شنته المانيا (معركة المارن الأولى في
شتنبر 1914)
واما المانيا فقد اضطرت ا مام توغل القوات الروسية داخل أراضيها الى
سحب فيلقين من الجبهة الغربية ونقلهما الى الجبهة الشرقية
+ محدودية الأدوار
التي لعبتها كل من اليابان والعثمانيين، حيث اقتصر دور اليابان على ضم شانتنونغ
واقتصر دور الاتراك على اغلاق مضيق الدردنيل في وجه الامدادات العسكرية نحو روسيا.
+ انتقال الحرب مع
نهاية 1914 من حرب الحركة الى حرب المواقع التي اعتمدت على الاحتماء بشبكة من
الخنادق لصد الهجومات المتبادلة. الاعتماد على وحدات المشاة لتنظيم الهجومات وصدها
حيث مثلت هذه الأخيرة 70 بالمائة من
الجيوش المتحاربة، واعتمدت في أسلوب قتالها على نظام موجات سلاسل القتال. تسخير
كافة الموارد الاقتصادية (تدخل الدول في توجيه الاقتصاد) والبشرية (فض التجنيد على
سكان اوربا والمستعمرات) وإخراج المرأة الى سوق العمل وتوظيف التكنولوجيا لخدمة
الحرب (انتاج احدث الأسلحة كالدبابات وبنادق التكرار والسوائل الحارقة و الغازات
السامة والغواصات)
+ اعتماد دول المركز
او الوفاق على أساليب الرعاية التي استخدمت من جهة لرفع من معنويات السكان
والجنود، ومن جهة ثانية لتحطيم معنويات العدو (حرب نفسية).
وقد ابانت هذه
الأساليب عن فعاليتها رغم طابعها اللا انساني مما حال دون احراز أي طرف للنصر على
حساب الاخر. وقد انضمت خلال هذه المرحلة بلغاريا الى جانب دول المحور او الوسط
وإيطاليا الى دول الوفاق.
2.2.ساهم دخول
الولايات المتحدة الحرب وتفاقم الأوضاع الداخلية لدول الوسط في حسم الصراع لصالح
الحلفاء
تميزت المرحلة الثانية من الحرب بعدة خصائص ابرزها:
+ انضمام الولايات
المتحدة الى جانب دول الوفاق. فبعد ان كانت هي المدعم الرئسي لدول الوفاق بالأسلحة
والذخيرة والمواد الغذائية والأموال أصبحت طرفا في الحرب الى جانب دول الوفاق،
نتيجة الهجوم الذي شنته الغوصات الألمانية على السفن التجارية لدول محادية ومن
ضمنها أمريكا، فاعلن الرئيس ويلسون بعد موافقة الكونغرس الحرب على المانيا.
+ انسحاب روسيا من
الحرب روسيا من الحرب بعد استيلاء البلاشفة على السلطة سنة 1917. فقد اعتبر
البلاشفة بان هذه الحرب هي امبريالية تخدم مصالح البورجوازية ولا تخدم مصالح
الطبقة العاملة.
ظهور حالة استياء
عامة في صفوف الجنود خصوصا داخل دول المحور، وكان ذلك نتيجة ضعف التموين واتفاع
الأسعار وتصاعد عدد ضحايا الحرب مما اجبر حكومات الدول المتحاربة للبحث عن حل عسكري
لانهاء الصراع. وهكذا فقد شلت المانيا مستغلة كافة امكانيتها هجوما شاملا وحاسما
على باريس ابتداءا من 15 يوليوز 1918، غير ان وصول الامدادات العسكرية الامريكية
أتاح للحلفاء إمكانية تنظيم هجوم مضاد في 8 غشت وارغام القوات الألمانية للتراجع
نحو المانيا. وقد خلف هذا التراجع عدة نتائج منها استسلام باقي دول الوسط وتوقيعها
لمعاهدات هدنة مع الحلفاء (بلغاريا في شتنبر والأتراك في أكتوبر و النمسا في
نونبر) واندلاع ثورات داخل المانيا اطاحة بالحكم الامبراطوري وإعلان عن قيام
الجمهورية الألمانية التي قام زعمائها بتوقيع معاهدة هدنة في 11 نونبر 1918.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق